20.03.2013

الجانب الجغرافي للنظام الألماني


الجانب الجغرافي

1.      موقع البناء والمخاطر المحتملة

يولد أي مشروع هندسي بالفكرة التي تتكون لدى المستثمر أو المالك ثم تبدأ عملية التخطيط له وبالطبع الموقع الجغرافي  يعتبر عنصراً مهماً يجب مراعاته وتحليله بالشكل الصحيح، ذلك أن عديد من المخاطر أو الكوارث الطبيعية يمكن أن يتعرض لها الموقع وبالتالي يفشل المشروع مستقبلاً. من هذه الخواطر ما هو طبيعياً مثل العواصف المتككرة التي تضرب المكان أو الفيضانات السنوية أو تواجد الموقع على خط زلزالي نشط ومنها ما هو ناتج عن البشر مثل كثرة الحوادث المرورية أو كثرة السرقات عند هذا الموقع. لذلك التحليل المدروس لموقع المشروع لا غنى عنه.

2.      تأثير البيئة المحيطة

  تأثر البيئة المحيطة والقريبة بشكل مباشر على الموقع الجغرافي وهو ما يجب دراسته وتحليله أيضاً. فوجود منطقة صناعية على مقربة من الموقع يمكن أن تلوث الهواء المحيط أو وجود طريق سريع بالقرب منه يمكن أن يسبب ضجيجاً أو ما يسمى بالتلوث السمعي ووجود محطة كهربائية يمكن أن تولد حقلاً مغناطيسياً والذي يؤثر على حياة الساكنين أو المستخدمين مستقبلاً. فطبيعة البيئة المحيطة يمكن أن تؤثر على الجودة والقيمة السوقية والعلاقة هنا طردية أي أن البيئة المحيطة الجيدة ترفع قيمة العقار.

3.      الحالة الاجتماعية المحيطة

تلعب الحالة الاجتماعية السائدة للجوار دوراً مهماً في تحديد القيمة العقارية لأرض المشروع وجودة موقعها. فعندما يسود الحالة الاجتماعية المجاورة الكثير من السرقات أو النهب أو غيره من الأعمال الغير قانونية يؤثر هذا بشكل مباشر على القيمة العقارية. ففي ألمانيا يؤخذ هذا العامل بعين الاعتبار لتقييم العقار فيما اذا محققاً لشروط الأبنية الخضراء أو المستدامة.

4.      المواصلات العامة

يرتبط الموقع الجيد عادة بقربه من مرافق المواصلات العامة كمواقف الباصات أو محطات القطارات أو قربه من مرافق المواصلات الخاصة كمواقف سيارات الأجرة أو قربه من الطريق العام. حيث أن توافر هذه الموافق بالجوار يسهل على الساكنين التنقل ذهاباً وإياباً الأمر الذي يرفع القيمة العقارية للموقع والبناء معاً. توافر مسالك خاصة للدراجات الهوائية وكذلك أماكن وقوف لها أيضاً في رفع القيمة العقارية بشكل جيد.

5.      المرافق الاجتماعية والعامة

المرافق الاجتماعية والعامة هي عبارة عن الحدائق العامة أو الأماكن المخصصة لألعاب الأطفال أو المتنزهات العامة أو المشافي وغيرها من المرافق الضرورية لحياة البشر ورفاهيتهم. وبالتالي كلما كان موقع البناء قريباً من هذه المرافق كلما صنف بالجيد وكلما كان ريعه الاقتصادي أفضل.

6.      شبكات الطاقة و المياه و الهواتف والصرف الصحي

تحديد الموقع الجغرافي المناسب لبناء ما يعتمد على طريقة وإمكانية ربط الشبكة الكهربائية الداخلية له بالشبكة العامة أو تزويده بمياه الشرب بسهولة من الشبكة العامة أو ربطه بشبكة الانترنت العنكبوتية أو تصريف المياه لقنوات الصرف الصحي العامة. فالدراسة تحدد بعد الموقع من الشبكات العامة والصعوبات التي تقف بوجه التزويد أو التصريف. وبالتالي كلما كانت عملية التزويد أو التصريف سهلة كلما قلت الكلف لذلك وارتفع سعر العقار.

الجانب التنفيذي للنظام الألماني


الجانب التنفيذي

1.      جودة التحضير المبدئي للمشروع
             
التخطيط لمراحل تنفيذ المشروع لا بد أن يدرس بدقة ويراعي جميع العوامل المؤثرة فيه خلال مرحلة التنفيذ. حيث تحدد في هذه المرحلة والتي تعتبر حجر الأساس للمشروع الأهداف والرؤى وطرق تنفيذها وإزالة العقبات التي تقف عائقاً في طريقها. كما أن طلبات المستثمرين في المشروع ورغبات المستخدمين له لاحقاً لابد أن تحدد وتدرس بعناية. لذلك مراعاة هذه الاجراءات خلال التخطيط تحقق تنفيذاً سليماً للمشروع.

2.      التخطيط المتكامل

يقصد بالتخطيط المتكامل ذلك التخطيط الذي يبدأ منذ مرحلة ولادة فكرة المشروع ووصولاًً إلى نقطة هدم عند انقضاء عمره الزمني. وهذا التخطيط يحتاج بالحقيقة إلى فريق عمل متميز وقادر على تحديد كل العوامل المؤثرة على عمر المشروع وبالاعتماد على قواعد وأسس الأبنية الخضراء بالتخطيط. فالتعاون المستمر بين اعضاء فريق التخطيط وتبادل المعلومات المستديم يحقق الوصول إلى تخطيط متكامل من الدرجة الأولى كما أنه يضمن تحسين نوعية التخطيط وسير تنفيذ المشروع والذي يضمن بدوره حماية للبيئة وتوفير كبير لاستهلاك الطاقة المستقبلية.

3.      تحسين نهج وطريقة التخطيط

تشابك مهام تنفيذ المشروع وتعقيدها خلال مرحلة التخطيط تعتبر من أكثر العوائق التي تحد من نجاحه. لذلك يجب على فريق التخطيط تحديث البيانات المتعلقة بالتخطيط بشكل مستمر ومتابعة مراحله خطوة خطوة لتجنب هذا التعقيد. كما يجب على فريق التخطيط التقيد بالأسس الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالتخطيط وإدراجها ضمنه. لضمان جودة ونوعية التخطيط يجب التأكد من النقاط التالية
·         وضع خطة لسلامة وضمان صحة العاملين بالمشروع
·         التأكد من مخططات الطاقة
·         التاكد من مخططات المياه
·         التأكد من مخططات الصرف الصحي
·         التأكد من خطط التخلص من النفايات
·         التأكد من طريقة إعادة التصنيع لمواد البناء وإمكانية التغيير المستقبلي في التصميم الداخلي
·         التأكد من سهولة تنظيف البناء مستقبلياً واجراء الصيانة اللازمة بسهولة
·         دراسة ملفات ومخططات المشروع من جهة ثانية غير فريق التخطيط للتأكد من سلامة التخطيط
·         اجراء مقارنة لجميع المتغيرات التي يمكن أن تطرأ على سير المشروع

4.      توفر شروط الاستدامة خلال المناقصة والعطاء للقعد

التنفيذ السليم للمشروع يحتاج إلى مناقصة مدروسة بدقة وذات قواعد وأسس واضحة وإلى دفتر شروط موضوع بعناية ومراعي كل جوانب التنفيذ. والمشاريع التي تنفذ تحت سقف مفهوم الأبنية المستدامة أو الخضراء لابد لها من الاستناد على مناقصة معنية بها المفهوم لذلك يجب منذ البداية التأكد من بنود المناقصة فيما اذا كانت تحقق شروط الأبنية الخضراء.

5.      تلبية متطلبات تحسين الاستخدام والإدارة للمنشآت

 المخططات والمستندات المتعلقة ببناء ما تعتبر المرجعية الأساسية له من أجل التحسين المستمر والتأكد من سير المشروع بالشكل الصحيح خلال مرحلة التنفيذ. وإن تخفيض الكلف خلال وضع البناء حيز الاستخدام ورفع نوعية الاستخدام له لا تتحقق إلا من خلال وضع خطط متكاملة للصيانة والخدمة. كما تفيد المخططات والمستندامة المفصلة بدقة بعمليات الصيانة المستقبلية أو إعادة بناء بعض أجزاء البناء بما يناسب حاجة المستخدم.

6.      موقع المشروع / سير العمل بالمشروع

في موقع المشروع تتواجد العديد من المواد المختلفة الناتجة عن عمليات حفر الأساسات وقنوات الصرف أو إزالة بناء قديم في موقع المشروع تمهيداً للبدء بالمشروع. هذه المواد المختلفة كالحجارة والأخشاب القديمة والحديد وغيرها يجب أن يتم في البداية تحديد ما يمكن إعادة تصنيعه منها لتخفيف حجم المواد المتخلص منها نهائياً وبالتالي تخفيف الضغط على البيئة.

المشكلة الثانية التي تظهر بموقع المشروع هي مشكلة الضجيج الناتجة عن عملية البناء والتي تؤثر بشكل مباشر على الساكنين في المناطق القريبة من المشروع وقد تضر بسمعهم اذا ما كانت مستويات الضجيج عالية، لذلك يتوجب على مدير المشروع القيام بالاجراءات اللازمة والاحتياطات الضرورية لتخفيف هذا الضجيج قدر الإمكان.

مشكلة أخرى ومضرة بالساكنين بالجوار والبيئة المحيطة هي الغبار الناجم عن عمليات البناء والهدم وغيره من الأعمال الأخرى ضمن موقع المشروع والتي يتوجب على مدراء المشروع ايجاد الحلول والسبل المناسبة والكفيلة بمنع انتشار هذه الأغبرة خارج موقع المشروع قدر الإمكان.

7.      مؤهلات وجودة عمل شركة البناء

لضمان سير أعمال المشروع بالشكل المخطط له ودون أي عوائق أو مشاكل يجب أن تختار شركة البناء المؤهلة والقادرة على تنفيذ هذه الأعمال والتي تتميز بخبرة ضمن سوق البناء. فهذا الاختيار يعتمد على التقييم المبدئي لشركة البناء خلال فض العروض من خلال شهادات الخبرة التي تقدمها أو عرض سريع للمشاريع التي قامت بها مؤخراً وكفاءتها للقيام بمشاريع مستقبلية. فإرساء المناقصة على شركة البناء المناسبة تمنح مالك المشروع الفرصة لتنفيذ مشروعه وفقاً للنهج والخطط وضمن حدود الكلف المرصودة لذلك وتجنبه خطر إفلاس الشركة وتعثرها في إتمام تنفيذ المشروع حتى انتهائه.

8.      ضمان جودة تنفيذ أعمال المشروع

تجنباً لوقوع أخطاء أو مشاكل خلال عملية تنفيذ أعمال المشاريع يتوجب على فريق العمل التابع للجهاز الإداري لشركة البناء المنفذة متابعة خطوات تنفيذ الأعمال خطوة خطوة وتحديث بيانات سير الأعمال وإطلاع المالك عليها خلال اجتماعات دورية متفق عليها مسبقاً. ولضمان جودة تنفيذ الأعمال يتم اتباع القواعد التالية:
·         تعتبر المستندات والملفات القاعدة الأساسية والأداة الفعالة في تسجيل وتدوين مواد البناء التي تستخدم في عمليات التنفيذ لذلك تحديثها المستمر والدقيق يساعد على تحسين نوعية تنفيذ الأعمال
·         اجراء القياسات الدورية والمستمرة خلال عملية تنفيذ المشروع مثل قياسات أعمال المساحة وتحديد قيم تسرب الحرارة الداخلية للبناء وفيما اذا كانت ضمن الحدود المسموحة وقياس قيم العزل الصوتي

9.      مراقبة الأنظمة التقنية

الأنظمة التقنية كنظام التهوية ونظام التدفئة ونظام الإنارة وغيرها من الأنظمة الأخرى ضمن المبنى تحتاج إلى مراقبة دورية وفحص شامل وصيانة لها إن احتاج الأمر. بهذه الاجراءات فقط يمكن أن نضمن فعالية مستمرة وطويلة الأمد لهذه الأنظمة لتقوم بوظيفتها المرغوبة ضمن البناء. عند الانتهاء من المشروع واستلامه من قبل المستخدم أو المالك يتم إنشاء مستندات وملفات تدون فيها حالة هذه الأنظمة ووضعها التقني والقراءات الناتجة عن قياسها. هذه المستندات يتم الاحتفاظ بها فيما بعد لاجراء هذه الفحوصات الدورية وتسجيل القراءات الناتجة عن القياسات وتحديد كفاءتها. بالعادة الفحص الدوري الأول لهذه الانظمة يكون ما بين 10 إلى 14 شهراً بعد استلام المشروع ووضعه حيز الاستخدام.

الجانب التقني للنظام الألماني

الجانب التقني

1.      نظام الحماية من الحرائق

تعتبر الحرائق من المخاطر التي لا يمكن بالسهولة التحكم بها وتودي بحياة الكثيرين من الناس عندما لا تتوفر في الأبنية نظام مكافحة حرائق متطور ويدرك وقوع الحرائق في وقت مبكر. الغازات السامة خلال الحرائق تسهم أيضاً باختناقات وتسمم غازي للساكنين إن لم تواجه بسرعة. لذلك فإن نظام الحرائق ضمن المنشآت المدنية يجب أن تكون متطورة بما يكفي لمواجه هذا الخطر الداهم.

للتأكد من فعالية نظام الحرائق لا بد من التحقق مما يلي:
  • هل مجهز المبنى أو المنشأة المدنية بنظام إدراك حرائق متطور أو نظام انزار يعمل وفق المعايير المنصوص عليها ضمن الكودات المختصة بحيث يدرك هذا النظام خطر الحرائق في وقت مبكر جداً؟
  • هل مجهز المبنى بنظام إطفاء حريق يساعد على إعاقة انتشار الحريق ضمن المبنى في حال نشوبه ويمكن رجال الاطفاء فيما بعد من التحكم بانتشار النار والقضاء عليها؟
  • هل نظام التهوية ضمن المبنى يساعد على إخراج الدخان الناجم عن الحريق وسحبه بفعالية لخارج المبنى؟ وهل نظام التهوية هذا مهيئ بحيث لا تنتشر الأدخنة التي يقوم بسحبها لخارج المبنى ضمن أجزاء المبنى الأخرى أو الغرف الأخرى الموجودة ضمنه؟
  • هل يمكن أن يحد انتشار الحريق والدخان من خلال طريقة البناء الداخلية؟
2.      العزل الصوتي

يعتبر عاملاً ضرورياً من أجل تحسين نوعية العيش للساكنين ضمن البناء ومطلباً لا غنى عنه. وهو أيضاً ضروري من أجل تقليل الضجيج من الجوار لزيادة قدرة التركيز للساكنين وضمان الخصوصية لهم ومراعاة الساكنين الذين يتصفون بالسمع الضعيف.
الكود 4109 يحدد الحدود والشروط الدنيا الواجب الالتزام بها كي يحقق هذه المعيار.

3.      العزل الحراري ومنع تسرب الرطوبة

الطاقة اللازمة للتكييف الداخلي حرارياً للبناء يجب أن تؤمن بفعالية جيدة ولكن على حساب تقليل استهلاك الطاقة اللازمة لذلك. كما أن جدران البناء الخارجية يجب أن تتميز بتحسين نوعية العزل الحراري الداخلي ومنع تسرب الرطوبة للداخل.
للتأكد من العزل الحراري ومنع تسرب الرطوبة يتم اجراء القياسات التالية ومقارنتها مع المسموحة:
  • النقل الحراري بين الداخل والخارج (كمي)
  • تحديد المناطق الأكثر نقلاً للحرارة لجداران البناء من أجل عزلها (نوعي)
  • تحديد مناطق تكاثف الماء على الجدران لعزلها (نوعي)
  • نسبة التبادل الهوائي بين الداخل والخارج (كمي)
4.      قابلية تنظيف وصيانة البناء داخلياً وخارجياً

الرغبة في إطالة عمر استخدام مبنى ما أو منشاة ما مرتبطة بشكل مباشر بطبيعة مواد البناء المستخدمة ضمن أجزائه المختلفة كالجدران والأبواب وغيرها من هذه الأجزاء وقابليتها للتنظيف أو الصيانة بدون عوائق. أي كلما كانت قابلية التنظيف أو الصيانة لهذه الأجزاء سهلة وسريعة كلما أمكن تخفيض الكلف المرتبطة بذلك. لذلك يجب الانتباه خلال مرحلة التخطيط لضرورة انتقاء واختيار هذه المواد بعناية لتخفيض كلف التنظيف والصيانة مستقبلاً.

5.      قابلية الهدم وإعادة تصنيع أو استخدام المواد الناتجة عنه

إن الفترة الزمنية لكل بناء عندما يوضع حيز الاستخدام تتراوح حتى 100 عام كحد أقصى. بعدها لابد من هدم البناء وتشييد بناء جديد مكانه. المشكلة تكمن بالحجم الكبير للمواد الناجمة عن عملية الهدم والتي عادة ما تكون غير قابلة لإعادة التصنيع والاستخدام. كما أن التخلص من هذه المواد ليس بالأمر السهل واحياناً تضر بالبيئة المحيطة. مفهوم الأبنية الخضراء أو المستدامة يضع حلاً لهذه المشكلة حيث أن التخطيط المبكر بالاعتماد على استخدام مواد قابلة للتصنيع بعد انتهاء عمر البناء تقلل من تلوث البيئة وتساعد على التخلص المريح والسريع للمواد الناجمة عن الهدم. 

الجانب الاجتماعي للنظام الألماني


الجانب الاجتماعي

1.      التدفئة المنزلية في الشتاء
هذا المعيار يدرس الجوانب والعوامل التي تؤثر على المناخ الداخلي للغرف في المنزل. هذا المناخ يتمثل على سبيل المثال بحرارة الهواء بالغرف وحركته. فتحقيق مناخ داخلي مناسب ضمن الغرف يؤمن راحة الساكنين وسعادتهم في المعيشة.
إن المناخ الداخلي المناسب لا يتحقق إلا من خلال تحقيق العوامل التالية وهي:

تحقيق الحرارية المناسبة بالغرف
تجنب تسرب الهواء البارد للغرف من خلال النوافذ والأبواب
تحقيق حرارة مناسبة للأرضيات بالغرف وحرارة متماثلة للهواء بكل أرجاء الغرف
التحكم برطوبة الهواء ضمن الغرف لتبقى ضمن الحدود المسموحة

2.      التبريد المنزلي في الصيف

من حيث المبدأ يتطابق هذا المعيار مع المعيار السابق من حيث تأمين تبريد مناسب للغرف من أجل راحة الساكنين. حسب الكود DIN 4108-2 فإنه تتخذ جملة من الاجراءات ضمن الأبنية من أجل تجنب الحرارة الزائدة للهواء الداخلي ضمن السكن.

3.      النظافة الداخلية للغرف

إن الاختيار المسبق خلال مرحلة التخطيط لمواد بناء من أجل الاكساء الداخلي للغرف عديمة الرائحة أو الانبعاثات يساعد على تقليل التأثير الداخلي لهذه المواد على صحة الساكنين. هذا الاختيار للمواد يتم من خلال اجراء قياسات للانبعاث لهذه المواد من خلال مقاييس TVOC  ( (total volatile organic compoundsفي مرحلة استخدام المادة ومن ثم تتم هذه الاختبارات للمرة الثانية بعد أربع أسابيع من الاختبار الأول أي بعد انتهاء جميع الورش من تجهيز الغرف داخلياً.

4.      العزل الصوتي الداخلي

الهدوء الداخلي للغرف والعزل الصوتي الجيد للضجة الخارجية يجب أن يتم تأمينه بشكل جيد داخل المبنى. ذلك لأن مستوى عال من الضجة الصادرة عن المحيط الخارجي لها تأثير سلبي على راحة الساكنين وحتى على صحتهم. لهذا السبب يجب أن يتم استخدام تدابير عزل صوتي داخلي للغرف والتي تقلل هذه الضجة قدر الامكان. إن التأكد من تحقيق هذا المعيار يتم من خلال قياس الصدى خلال زمن معين مقدر بالثانية. القيم الناتجة عن هذا القياس تقارن مع قيم الكود 18041 فيما اذا كانت ضمن النسب المسموحة أم لا.

5.      التوزيع الضوئي الداخلي

المقصود من هذا المعيار هو التوزيع الداخلي الضوئي الجيد ضمن غرف البناء من دون أي انعكاسات أو تسليط مباشر للضوء. أي أن نظام الإضاءة الداخلي يجب أن يحقق جملة من المعايير كالتوزيع الجيد للإضاءة، لون الإضاءة المناسب والمريح للعين البشرية ضمن الغرف أو شدة الإضاءة المناسبة. وعليه فإن استخدام نظام الإضاءة المحقق للمعايير المذكورة أعلاه واستغلال ضوء النهار ضمن الغرف بالشكل الأمثل يساعد على توفير كبير في الطاقة المستخدمة للإضاءة. بالطبع التوفير للطاقة المستخدمة يسهم بدوره في تخفيض الكلف المدفوعة لها بالنسبة للقاطن كما يرفع من صحته وذلك من خلال الاستغلال الجيد لضوء الشمس الذي نحن بحاجته جسدياً.

6.      تحكم الساكن بالأنظمة الداخلية التقنية

يجب أن يتم السماح للساكن بالتحكم باللأنظمة الداخلية ضمن الغرف مثل نظام التدفئة والتهوية والإضاءة وغيرها من الأنظمة التقنية المستخدمة في البناء وبكفاءة عالية. وعليه يجب التأكد من هذه السماحية ومن كفاءتها بشكل جيد لتحقق رفاهية الساكن وسعادته في مسكنه.

7.      شكل سقف البناء

إن شكل سقف البناء يؤثر بشكل مباشر على البيئة المحيطة سلباً أو ايجاباً كما أنه يؤثر على المنظر العام للبناء. فالمساحة التي يشغلها السقف يمكن أن تستغل كمساحة خضراء أو من أجل نظام الطاقة الشمسية أو حتى لأنظمة تقنية أخرى تفيد الساكنين ضمن البناء. يمكن ايضاً أن يستغل السقف كتراس يستفيد منه الساكنين. شكل السقف يجب أن يحدد ويدرس بما يناسب البيئة المحيطة ومدى الحاجة لمساحته لاستخدام أي نظام تقني ضمن البناء.

8.      الحماية من الحوادث للساكنين

الحوادث المختلفة التي يمكن أن تقع ضمن المبنى يجب ألا تؤثر على سلامة الساكنين. ولذلك يجب أن تتخذ العديد من الاحتياطات والاجراءات التي تضمن حماية الساكنين قدر الإمكان داخل المبنى عند وقوع هكذا حوادث. أي أن سلامة وأمان الساكنين تحتل الأهمية القصوى ضمن المبنى وسبل تأمينها هي الشاغل الرئيسي لإدارة المبنى.

9.      حرية الحركة الداخلية

يجب أن يؤمن التصميم الداخلي للمباني حرية الحركة للساكنين ضمن المبنى دون أن معيقات لهم. وكلما كان هذا التصميم بمعيقات حركة أقل كلما ارتفعت قيمة المبنى السوقية. حرية الحركة الداخلية هي مطلب مهم للساكنين وخاصة كبار السن أو اؤلئك الذين يحتاجون بشكل دائم للكرسي المتحرك أو ما شابه بسبب إعاقة أو مرض ما.

يتم عادة قبل تسليم المبنى لوضعه حيز الاستخدام من التأكد من حرية الحركة ضمنه وبحيث يمكن استخدامه من كافة فئات الساكنين العمرية ويعتبر هذا المعيار مهماً خاصة في المباني الحكومية العامة أو المدارس أو المكاتب.

10.  الاستغلال الجيد للبناء داخلياً

إن مقدار المساحة الداخلية المستغلة فعلياً ضمن البناء تعكس العائد الربحي الحقيقي للمبنى. ولذلك من أجل رفع حجم المساحة المستغلة داخلياً لابد من تطبيق بعض التدابير الضرورية. من هذه التدابير العمل على خفض كلفة المتر الواحد إدارياً والعمل على تجنب عدم استغلال أي مساحة داخلية للمبنى نتيجة تخطيط معماري خاطئ أو تصميم غير ناجح.

11.  إمكانية تعدد الاستخدام الداخلي للبناء

إن خفض الكلف الإدارية لإستخدام البناء داخلياً وخارجياً يتم تحقيقها من خلال تطبيق هذا المعيار بالشكل الجيد. فهذا المعيار ضروري ضمن سوق العقارات وذلك نتيجة تغيرات متطلبات السوق المستمرة. إضافة لذلك فإن مفهوم الاستدامة للأبنية يستند بشكل كبير على مدى السرعة والمرونة في إمكانية تغيير الاستخدام الداخلي للبناء من سكني إلى تجاري مثلاً. هذا التغيير في الاستخدام الداخلي دون قيود يسمح للمالك وللساكن بإجراء تغييرات داخلية بسهولة تسهم في دورها برفع قيمة العقار.
النقاط التالية تحدد فيما اذا كان تحقيق هذا المعيار ممكناً أم لا:
1.      نمط البناء
2.      التصميم الداخلي للغرف
3.      توزيع مقابس الكهرباء والهاتف والتلفاز داخلياً
4.      توزيع شبكات التدفئة والماء والصرف الصحي داخلياً

12.  إمكانية الدخول للمبنى

إن تصميم مدخل البناء بشكل عصري وجيد تضمن للساكنين الدخول والخروج من المبنى دون أي إعاقة للأخرين، بحيث يمكنهم من الوصول إلى البيئة المحيطة بطريقة سهلة ومقبولة كما وأنه يرفع القيمة السوقية للبناء. هذا التصميم للمدخل يجب أن يكون مناسباً للبيئة المحيطة وأن يحقق وصولاً سريعاً لداخل البناء وبحرية تامة للحركة. فمدخل البناء الجانبي وصعب الوصول إليه يكون غير مرغوباً في حين المدخل المطل على الشارع مثلاً يرغب لإمكانية الوصول السريع بوسائط النقل له.

13.  موقف للدراجات الهوائية

لحماية البيئة المحيطة من التلوث الناتج عن استخدام وسائط النقل يجب أن يتم التشجيع على استخدام الدراجات الهوائية للساكنين والتقليل من السفر بالسيارات الخاصة ضمن المدينة أو للمسافات القصيرة. هذا التشجيع يتم من خلال تأمين البنية التحتية لايقاف الدراجات في الطابق الأرضي أو تحت الأرضي مثلاً لإضافة لسهولة الوصول لهذا الموقف. بتحقيق هذا المعيار يتم حماية البيئة وتقليل استهلاك الطاقة.

14.  ضمان نوعية البناء الجيدة وتطوير المدن من خلال المنافسة

المنافسة بين شركات البناء هي الضمان الوحيد من أجل تحسين نوعية واقتصادية قطاع البناء. هذه المنافسة تضمن تطوير مستمر في بناء المدن وتقدم حلولاً تقنية متعددة ومبدعة للمشاكل التي تعترض هذا القطاع. كما أن المنافسة بين الشركات تحسن أيضاً طرق التصميم للأبنية و الاقتصاد ومجالات الاستخدامات وتوفير الطاقة وحماية البيئة. في المانيا مثلاً وعند التقديم لمناقصة بناء ما يتم تقييم شركات البناء التي تتقدم للمناقصة من خلال لجنة خاصة  تقوم بمنح العقد للشركة التي تقدم عرضاً قوياً يحقق النقاط المذكورة أعلاه إلى جانب السعر الأفضل وضمن شروط واضحة.

15.  الصميم المعماري الأفضل

كلما كان التصميم المعماري للبناء متقناً وفنياً كلما رفع ذلك قيمة البناء السوقية والطلب على الشراء أو الاستئجار فيه. لذلك يجب أن يراعى هذا المعيار خلال مرحلة التخطيط من قبل أصحاب المشروع بشكل جيد ومتقن.


الجانب الاقتصادي للنظام الألماني

الجانب الاقتصادي

  1. الكلف المترتبة خلال استخدام البناء

الهدف من هذا المعيار هو تقليل الكلف خلال مرحلة تشييد مشروع ما وخلال مرحلة تشغيله عما هو معتاد عليه. ففي العادة تتم حساب الكلف خلال فترة تشييد وإنشاء المشروع دون الأخذ بعين الاعتبار الكلف اللاحقة خلال مرحلة التشغيل. مما يؤدي هذا التحليل الخاطئ للكلف أو عم مراعاة الكلف خلال فترة استثمار المشروع إلى حدوث خلل اقتصادي في الخطة المالية المحددة له. إن تحديد ما يدعى كلفة عمر المشروع life cycle costs يتم تحديدها من خلال الكلفة للمتر المربع الواحد خلال عمر المشروع أي €/m² على سبيل المثال أو عملة البلد التي تتم الدراسة فيه ضمن المتر المربع الواحد. ولذلك هذه الكلف تحدد خلال المراحل التالية:
  1. مرحلة التخطيط للمشروع
  2. مرحلة التشييد والبناء
  3. مرحلة وضع المشروع في الخدمة لحين انتهاء فترة استثماره ( 50 سنة على سبيل المثال)

  1. استقرار القيمة السوقية للبناء

إن ضمان المردود الاقتصادي وثبات القيمة السوقية للعقارات مرهون دوماً بتقلبات هذه السوق التي لطالما شهدت في السنوات الأخيرة تقلبات كثيرة صعوداً ونزولاً وخاصة في عام 2008 مع ظهور أزمة الرهن العقاري في السوق الأميريكية التي أثرت سلباً على السوق العالمية. ولضمان هذا المردود نجد أن الأبنية الخضراء هي الحل الأمثل لذلك نظراً لحاجتها لموارد طاقة أقل على سبيل المثال من الأبنية التقليدية وبالتالي مواجهتها للتحديات السوقية دون أن تتأثر قيمتها نزولاً. إن القيمة السوقية للعقار يتم تحديدها عادة خلال مرحلة التخطيط للمشروع مع مراعاة كل التحديات المستقبلية ومن خلال التكهن بالعوامل التي قد تؤثر على تشغيل البناء. هذه القيمة تقدر عادة للمتر المربع الواحد ويحسب المردود على اساس المتر المربع. إن التحديد الجيد لهذه القيمة يجنب المخططون للبناء الوقوع في خسارة مستقبلية ويعود عليهم بالربح المرسوم منذ البداية.

الجانب البيئي للنظام الألماني

الجانب البيئي
تم تقسيم هذا الجانب إلى 12 معيار فرعي لكي يتم تقييمه بدقة. هذه المعايير هي:

  1. معيار الاحتباس الحراري:

الاحتباس الحراري أو ما يعرف عالمياً بظاهرة البيت الزجاجي يقصد منه الارتفاع الملحوظ في درجات حرارة الأرض في العقود الاخير عن معدلها الطبيعي وذلك نتيجة تسخين الهواء القريب من سطح الأرض. هذه الزيادة كان المسبب الرئيسي لها البشر بما يقومون به من نشاطات مختلفة ينتج عنها انبعاثات غازات متعددة كغاز ثاني أوكسيد الكربون. يعرف هذا الغاز بين أوساط العلماء بالغاز الدفيء وهذا يعني قدرته العالية على امتصاص الاشعة تحت الحمراء والتي تسهم في رفع درجات حرارة الهواء المحيط بنا. ليسهل دراسة هذه الظاهرة ومراقبتها وهي ما تعرف عالمياً باسم Greenhouse Warming Potential واختصاراً بـ GWP يتم تحديد قيمها خلال فترة مراقبة افتراضية تصل إلى 100 ومدى زيادة دراجات الحرارة المتأثرة بها.

لذلك يكمن الهدف من هذا المعيار في تخفيض قيم هذه الانبعاثات وبالتالي الحد من ظاهر الاحتباس الحراري.

بالنسبة لقطاع البناء والعقارات يتم تقييم مدى تأثيره على البيئة من خلال فترة دراسة ومراقبة تستمر لخمسين عاماً وتحديد كمية غاز ثاني أوكسيد الكربون المنبعثة لكل متر مربع مستخدم أي Kg CO2/m²

إلى جانب هذا الكود يتم تحديد تأثير البناء على البيئة اعتماداً على الكودين DIN EN ISO 14040 و 14044.

بالنسبة لكمية الطاقة المستهلكة خلال مرحلة استخدام البناء يتم تحديدها بالاعتماد على الكود EnEV 2007

  1. معيار طبقة الأوزون

من المعروف بأن طبقة الأوزون تشكل حول الأرض التي نعيش عليها طبقة عازلة تمنع وصول قسم كبير من الأشعة فوق البنفسجية لنا. وهي تعمل كمظلة تظلنا من خطر هذه الأشعة ولو وصلت هذه الأشعة للأرض لما بقي حياة عليها. ولكن في الآونة الأخيرة ونتيجة لنشاطات البشر وانبعاث غازات مختلفة وبميات فوق الطبيعية قامت هذه الغازات بتخريش هذه الطبقة في بعض أجزائها وظهور ما يعرف علمياً بثقب الأوزون.

لذلك يكمن الهدف من هذا المعيار في تخفيض قيم هذه الانبعاثات وبالتالي حماية طبقة الأوزون.

إلى جانب هذا الكود يتم تحديد تأثير البناء على البيئة اعتماداً على الكودين DIN EN ISO 14040 و 14044.

بالنسبة لكمية الطاقة المستهلكة خلال مرحلة استخدام البناء يتم تحديدها بالاعتماد على الكود EnEV 2007

  1. معيار تشكل غاز الأوزون قرب سطح الأرض

تشكل بعض الغازات السامة مثل غاز أوكسيد النتروجين والهيدروكربون وبالتفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس غاز الأوزون بالقرب من سطح الأرض وتعرف هذه الظاهرة علمياً بالضباب الصيفي Sommersmog. هذا الغاز المتشكل والذي لا يجب أن يتواجد بالقرب من سطح الأرض وإنما في طبقات الهواء العالية يؤثر سلباً على الجهاز التنفسي للإنسان والحيوان وحتى يؤثر سلباً على النباتات.  

لذلك يكمن الهدف من هذا المعيار في تخفيض قيم هذه الانبعاثات وبالتالي منع تشكل هذه الطبقة من غاز الأوزون بالقرب من سطح الأرض.

إلى جانب هذا الكود يتم تحديد تأثير البناء على البيئة اعتماداً على الكودين DIN EN ISO 14040 و 14044.

بالنسبة لكمية الطاقة المستهلكة خلال مرحلة استخدام البناء يتم تحديدها بالاعتماد على الكود EnEV 2007

  1. معيار التلوث الحمضي

ما هو المقصود بالتلوث الحمضي؟ التلوث الحمضي هو تشبع الهواء والماء وحتى التربة بأيونات الهيدروجين. هذا التشبع يشكل فيما بعد مزيجاً من مركبات كبريتية مع نتروجين والتي تتفاعل سوياً لينتج عنها أمطاراً حامضية بحيث أن لهذه الأمطار آثاراً مدمرة على البيئة والنباتات والحياة. بالطبع هذا التلوث السبب الرئيسي له النشاطات البشرية الغير حكيمة وبالتالي يهدف هذا المعيار إلى الحد من هذا التلوث

إلى جانب هذا الكود يتم تحديد تأثير البناء على البيئة اعتماداً على الكودين DIN EN ISO 14040 و 14044.

بالنسبة لكمية الطاقة المستهلكة خلال مرحلة استخدام البناء يتم تحديدها بالاعتماد على الكود EnEV 2007

  1. معيار التسمد التلوثي

المياه التي تنتقل عبر التربة حاملة معها المواد الغذائية اللازمة للنباتات من أملاح معدنية وغيرها تكون عاملاً ضرورياً في استمرار نمو الغطاء النباتي على الأرض. ولكن ماذا لو زادت كمية هذه المواد المنتقلة مع المياه وكانت مواد ضارة للنبات؟ إن ظاهرة التسمد التلوثي للتربة هي عبارة عن انتقال مركبات الفوسفور والنتروجين مع المياه عبر التربة وهي مركبات مضرة للنبات والذي يسهم عادة في ظهورها تصنيع بعض أنواع مواد البناء. إن الاختلال بتركيب المواد المنتقلة مع المياه وزيادة المواد الضارة فيها يؤدي إلى كثرة الطحالب فيها الأمر الذي يسبب موت للأسماك أحياناً إضافة إلى الاضرار بالنبات.

لذلك يكمن الهدف من هذا المعيار في تخفيض تصنيع مواد البناء المضرة بالبيئة ووجود حلول بديلة عن هذه المواد.

إلى جانب هذا الكود يتم تحديد تأثير البناء على البيئة اعتماداً على الكودين DIN EN ISO 14040 و 14044.

بالنسبة لكمية الطاقة المستهلكة خلال مرحلة استخدام البناء يتم تحديدها بالاعتماد على الكود EnEV 2007

  1. معيار تلوث البيئة المحيطة

إن العديد من مواد البناء والمنتجات المستخدمة في هذا القطاع تسهم أحياناً في تلوث البيئة المحيطة بنا. وكمثال على هذه المواد نذكر الهالوجينات والمعادن الثقيلة ومواد إزالة الدهان وما شابه. ولكي يتم تقليل استخدام هذه المواد تجنباً لتلوث البيئة تم تحديد أربعة متسويات للتعامل مع هذه المواد وفي كل مستوى هنالك قائمة من هذه المواد المضرة وكيفية التخفيف أو الحد من تلويثها للبيئة المحيطة. الحد من تأثيرها يتم من خلال تحقيق الهدف من كل مستوى وبذلك يتم الانتقال لتحقيق الاهداف المرجوة من المستوى الثاني وهكذا. وبالتالي فكلما تم تطبيق وتحقيق أهداف عدد أكبر من هذه المستويات تم التقليل من تلويث هذه المواد للبيئة وبالتالي تحقيق المستويات الأربعة يسهم في الوصول لنتيجة شبه مثالية في الحد من تأثير هذه المواد.

  1. معيار التأثيرات الأخرى على البيئة العامة

من المعلوم أن الخشب يتم استخدامه كمادة شبه أساسية في بناء أي منزل أو منشأة ما. ولذلك وللحفاظ على البيئة العامة والمحيطة بنا ولتفادي القضاء على المساحات الخضراء على كوكبنا كان لابد من استخدام الأخشاب المعروفة المصدر والمقيدة بشهادات المنشأ. فلا يتم استخدام أي نوع من الخشب في عملية البناء دون هذه الشهادة وكمثال على ذلك تلك الاخشاب القادمة من المناطق شبه الأستوائية.

إن استصدار شهادات المنشأ لعملية قطع ونقل الاخشاب ليتم استخدامها في البناء يتم من خلال المنظمة العالمية Forset Stewardship Council FSC وذلك ضمن البرنامج العالمي Endorsement of Forset Certification Schemes PEFC أو يتم الحصول على شهادة المنشأ من خلال المراكز المعتمدة لهذه المنظمة.

 شهادات المنشأ تحتوي على معلومات عديدة حول الأخشاب ويكون الموردون للاخشاب ملزمين من أجل الحصول على هذه الشهادة أن يصرحوا عن بلد المنشأ ونوع الخشب.

  1. معيار البيئة الملاصقة لنا

إن المساحات الرمادية تتوسع في المناطق السكنية باستمرار على حساب المساحات الخضراء. والمقصود بالمساحات الرمادية هنا تلك المساحات المغطاء بمواد البناء كالطرقات أو أسقف الأبنية. تلك المواد تغطي الطبقة السطحية للأرض لتشكل بما يشبه الطبقة العازلة التي تمنع دخول قطرات المطر أو الماء مثلاً ضمن طبقات الأرض. بالإضافة لذلك فإن هذه المواد تتميز بأنها ذات امتصاص عالي لأشعة الشمس الأمر الذي يجعلها تعمل على تسخين الجو في النهار وتبريده ليلاً على عكس الغطاء النباتي الأخضر. لذلك تصبح المناطق السكنية أو المدن أشبه بالجزر الحرارية ضمن بيئتها المحيطة. من هذا المنطلق يجب أن يتم استخدام مواد بناء تتميز بقلة امتصاصها لأشعة الشمس لتفادي هذه الظاهرة الحرارية.

  1. معيار مصادر الطاقة الغير متجددة

في الماضي تم استهلاك مصادر الطاقة الغير متجددة كالفجم الحجري والنفط والغاز واليورانيوم بشكل غير حكيم أو غير مدروس الأمر الذي أدى إلى قلة هذه المصادر في يومنا الحالي. لذلك فإن استهلاك هذه المصادر في وقتنا الحاضر وفي المستقبل يجب أن يتم على أسس علمية مدروسة وواعية من أجل انقاص الهدر المستمر لهذه المصادر. هذا الترشيد في الاستهلاك يتم من خلال تحديد الحاجة الفعلية للطاقة ضمن المباني السكنية أو المشاريع الأخرى من أجل تحديد الكميات التي سوف نستهلكها من مصادر الطاقة الغير متجددة. والحاجة الفعلية للطاقة (كيلو واط/ المتر المربع) يجب تلبي حاجة البناء خلال دورة استخدامه.

  1. معيار حصة الطاقة المتجددة ضمن الحاجة الكلية للطاقة

الهدف من هذا المعيار هو سد حاجة البناء أو المنشأة من الطاقة الكلية خلال دورة استخدامه من خلال استهلاك الطاقة الغير متجددة جنباً إلى جنب مع الطاقة المتجددة للحد من استهلاط مصادر الطاقة الغير متجددة. فمصادر الطاقة الطبيعية إما أن تكون غير متجددة كالفحم الحجري والنفط والغاز واليورانيوم أو أن تكون متجددة كأشعة الشمس والرياح والمياه وحرارة الأرض الطبيعية. ولفترة ليست ببعيدة كان استخدام مصادر الطاقة المتجددة شبه معدوم أو محدود إن وجد. والتوجه الآن يتم عبر زيادة نسبة استخدام هذه الطاقة وزيادة حصتها ضمن الاستهلاك الكلي للطاقة في حياتنا اليومية. ولكي يتم تحديد النسبة الفعلية للطاقة المتجددة تتم مراقبة هذا الاستهلاك خلال فترة 50 سنة على أقل تقدير.

  1. معيار الحاجة لمياه الشرب وتصريف مياه الصرف الصحي
             
ترشيد استهلاك مياه الشرب وبالتالي الحد من كميات مياه الصرف الصحي باتت ضرورة لا بد منها. فمياه الشرب النقية لا تتوافر بكل بقعة من على سطح الأرض. وإن توفرت المياه فهي غير صالحة للاستخدام المباشر ولا بد لها من أن تمر بعمليات الفلترة وتنقيتها من المواد العالقة بها لتصبح صالحة للشرب. إضافة لذلك فإن كلفة بناء محطات التنقية لمياه الصرف الصحي قبل اطلاقها في الطبيعة وبناء المجاري الحاملة لها تعتبر كلفة كبيرة. من هذه المنطلقات يجدر بنا البحث المتواصل عن حلول أو بدائل لمصادر المياه. من هذه البدائل يعتبر التجميع المباشر لماء المطر حلاً مناسباً وعملياً لهذه المشكلة.

  1. معيار استخدام المساحات المخصصة للبناء

التزايد المستمر للبشر على سطح الأرض يدفع إلى زيادة متكافئة في بناء وحدات سكنية جديدة ومعها بناء طرقات ومرافق ومنشآت أخرى. ولكن هذا البناء لا يجب ان يتم أينما كان وكيفما شاء. وإنما يتم من خلال تحديد المساحات المسموح البناء عليها والتخطيط الجيد لأماكن هذه المساحات حتى لا تغزو المدن الطبيعة. هذا التحديد يتم من خلال التنسيق ما بين المنظمات العالمية أولاً والمنظمات أو الهيئات المحلية ضمن كل بلد ثانياً ومنح الموافقة يجب أن يتم بعد دراسة عميقة وواضحة.

تقسيمات النظام الألماني

تقسيمات النظام الألماني للأبنية الخضراء

يشمل تقييم النظام الألماني للأبنية الخضراء العديد من المشاريع الهندسية الحيوية كالأبنية السكنية والمكاتب والمنشأت الصناعية وغيرها والتي تحقق من خلال هذا التقييم مردوداً اقتصادياً أفضل ضمن سوق العقارات.

ولكي تتم عملية التقييم بشكل دقيق وجيد تم تقسيم هذا النظام إلى ستة جوانب. هذه الجوانب هي الجانب البيئي والاقتصادي والاجتماعي والتقني والتنفيذي وموقع المشروع.

كل جانب من الجوانب المذكورة أعلاه يملك ثقله الخاص ضمن التقييم ليكون كالتالي:

  1. الجانب البيئي ويمثل 22.5 % من اجمالي التقييم
  1. الجانب الاقتصادي ويمثل 22.5 % من اجمالي التقييم
  1. الجانب الاجتماعي ويمثل 22.5 % من اجمالي التقييم
  1. الجانب التقني ويمثل 22.5 % من اجمالي التقييم
  1. الجانب التنفيذي ويمثل 10 % من اجمالي التقييم
  1. موقع المشروع حيث يتم تقييمه بشكل منفصل ولا يؤثر على النتيجة الاجمالية




وعليه فإن جودة المشروع تكمن في تحقيقه للجوانب الخمسة الأولى المذكورة أعلاه وموقع المشروع يتم تقييمه بشكل منفصل لتأثيره الغير مباشر على جودة البناء أو المشروع.

كل جانب من هذه الجوانب تم تقسيمه أيضاً وبشكل هرمي إلى شروط ومعايير بحيث يعطي هذا التقسيم الفرعي التقييم دقة أعلى ولكي يتم تحديد مدى تحقيق المشروع لكل جانب بكل نواحيه. فعلى سبيل المثال الكود الألماني للمباني الخضراء لعام 2008 كان يحتوي على 49 معيار بحيث 43 معيار كانت تقييم جودة البناء والمعايير الست الباقية تقيم موقع البناء.

كل معيار من هذه المعايير يتم تقييمه عادة من خلال 10 نقاط وبالطبع كلما كانت النقاط المحصّلة كثيرة دلت على أن جودة البناء أو المشروع جيدة. إلى جانب هذا التقييم لكل معيار يتم عادة تحديد مدى أهميته للمشروع من خلال ثلاث عوامل تتراوح من الصفر إلى ثلاثة. فالصفر يدل على أن هذا المعيار غير مهم مطلقاً لعملية تقييم المشروع والثلاثة عكس ذلك. فعلى سبيل المثال معيار "مدى راحة الغرفة للمستخدم" هو معيار غير مهم مطلقاً في عملية تقييم مشروع بناء جسر على طريق سريع لذلك يعطى صفراً. ولكن هذا المعيار يصبح مهماً جداً لمشروع بناء شقق سكنية أو مكاتب ويمكن أن يعطى ثلاثة.

على العموم عملية التقييم هذه لكل مشروع تتم من خلال برنامج تمت برمجته من قبل هذه الجمعية ويقوم بعملية التقييم من خلال محاكاة منطقية متسلسلة تراعي كل المعايير وتحدد في النهاية النتيجة النهائية للتقييم وهو ما يسمى بـ "درجة تحقيق المعايير".

لكل "درجة تحقيق المعايير" والمحددة بنسبة مئوية ما يقابلها من الدرجات وعليه تحدد الشهادة التي يجب أن يتم منحها.
·         95% تناسب الدرجة 1
·         80% تناسب الدرجة 1.5
·         65% تناسب الدرجة 2


شهادات الجودة الألمانية

شهادات الجودة الألمانية للأبنية الخضراء:

تمنح الجمعية الألمانية مالك المشروع شهادة من الشهادات الثلاثة المعتمدة لديها وهي:  "الذهبية" و"الفضية" و"البرونزية" وذلك تبعاً لدرجة تحقيق المشروع للشروط والقيود الموضوعة ضمن الكود الألماني للأبينة الخضراء.


ولكن قبل أن تمنح هذه الشهادة لابد من أن يمر المشروع بالخطوات التالية تحت إشراف الجمعية الألمانية للحصول على هذه الشهادة. الخطوات هي:

  1. التسجيل لدى الجمعية رسمياً:
لابد من أن يقوم مالك المشروع والراغب في تقييم مشروعه وتحديد مدى تحقيقه لشروط الاستدامة من التسجيل رسمياً لدى الجمعية وتقديم طلب التسجيل الذي يتم من خلال خبراء مختصين يتم تكليفهم من قبل صاحب المشروع.
  1. تحديد الشهادة الراغب صاحب المشروع بالحصول عليها خلال مرحلة التخطيط:
بعد أن يقوم الخبير المختص والمكلف من قبل صاحب المشروع بتقديم طلب التسجيل لدى الجمعية الألمانية يحدد مع طلب التسجيل نوع الشهادة المبدئية التي يريد صاحب المشروع أن يحققها مشروعه وليكن على سبيل المثال الذهبية. عندها يتوجب أن تقدم جميع المخططات والمستندات الخاصة بالمشروع لدى الجمعية لمعرفة فيما اذا كان المشروع يحقق الشهادة المرغوب بالحصول عليها.
  1. منح الشهادة المبدئية من أجل تسويق المشروع:
تقوم الجمعية الألمانية بفحص ودراسة المخططات والمستندات المقدمة من قبل صاحب المشروع ومقارنتها مع الشروط والقيود الناظمة ضمن الكود ومعرفة فيما اذا كانت محققة للشهادة الراغب صاحب المشروع بالحصول عليها. بعد الدراسة يتم منح صاحب المشروع شهادة مبدئية لكي يستخدمها من أجل تسويق مشروعه خلال مرحلة التنفيذ.
  1. مراقبة التقيد بالشروط خلال مرحلة التنفيذ:
بعد أن حصل صاحب المشروع على الشهادة المبدئية يستطيع أن ينتقل من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ. خلال هذه المرحلة يقوم الخبير المختص والمكلف من قبل صاحب المشروع بتوثيق خطوات التنفيذ وتوثيق مدى توافقها مع الشهادة المبدئية الممنوحة. بعد الانتهاء من التنفيذ وقبل وضع المشروع في طور التشغيل يقوم خبير من قبل الجمعية الألمانية بفحص جميع الوثائق المتعلقة بمرحلة التنفيذ اضافة إلى ذلك يقوم بفحص مدى تحقيق المشروع للمعايير والشروط الموجودة ضمن الكود الخاص. وعليه تحدد نتيجة الفحص فيما اذا يستطيع صاحب المشروع بالاحتفاظ بالشهادة المبدئية لتصبح دائمة أم يمنح شهادة جديدة تتوافق مع الشروط المحققة.
  1. الشهادة النهائية صالحة للتسويق
بعد منح صاحب المشروع الشهادة النهائية يستطيع استخدامها في عملية تسويق المشروع سواءً تأجيره بسعر جيد إن كان شقق أو مكاتب هندسية أو حتى بيعه.